أوراق السّارد و المُغنّي – د. قرنق توماس ضل

نوفمبر 23, 20240

 

أوراق السّارد و المُغنّي – د. قرنق توماس ضل

 

في هذا الكِتاب يطوف بنا الأديب د. قرنق توماس في بُحيرات لن تغادرها النوارسُ أبدًا ، إنها بحيرات الأستاذ مصطفى سيد أحمد؛ يتوقف كاتبنا برهة ليحلل بعمق مصطلح ( شُعراء مصطفى سيد أحمد) منقّبًا في عوالم الأستاذ يحي فضل الله و الذي يُعتبر إجتراحٌ لـ ثورة مفردة الأغنية السودانية ،مستصحبًا معه مجموعة من الشّعراء الحداثيين أولئك الذين أنجز بهم الفنان مصطفى سيد أحمد ثورته على المفردة من انتقاله بموضوعها الدائر حول المرأة/ الحِس ، إلى موضوع الوطن في تقاليد الجمال. و من حيث فكرها ليرتبط بالنّضال من أجل الحق و الجمال. و من حيث الأسلوب لتتوسع القواميس وترتقي الأخيلة ، و يبتدع الترميز عوالم من المرموزات .

ثم من حيث نطاقات التّعبير بها ، و عنها ، التي تتحرك بالضرورة في المعالجات الجمالية للمفردة الشعبية و الحداثية اذا جازت ….(يا قمري يا قمرا يا السنسنة الحمرا ) .

كان هؤلاء الشّعراء أصحاب مشاريع في الشعر بالضرورة ، رغم التصاق أسماءهم بمصطفى سيد أحمد؛ مشاريعهم في العامية كانت أو بالفُصحى، أو المشاريع الشعرية العامية الكلاسيكية أو المحدثة، حيث كانت تعنيهم بالضرورة و كان نسبهم لـ مصطفى ، لأن مصطفى سيد أحمد؛ اختار بذائقة فريدة و مثقفة ومستشرفة من بساتين منتوجهم الإبداعي، ما يسلط الضّوء عاليًا ليخلدهم و ما سينجز به ابداعه الغنائي و الموسيقي ، ثم ترتب على ذلك زيوع صيتهم رفقة مصطفى ….( عن دنيا فيها سماح عن الصباح الراح) ..!!

كانت التقسيمات تلك ؛ إضافة للأطر التي وضعت (الكاتب) فيها شعراء اغنية مصطفى سيد احمد ،عديدة منهم المجموعة التي تكتب في تيار الاغنية السائدة ، أمثال عبدالرحمن مكاوي، و تجاني حاج موسى ، صلاح حاج سعيد ، عبدالعال السيد ، مدني النخلي ، محمد مريخة ، عبدالوهاب هلاوي ، و هؤلاء بدأ معهم مصطفى ثم فارق درب بعضهم ، لاختلاف في التصورات الابداعية التي تحكم الفنان ، و استمر مع بعضهم ، يتعاون مع الذين اتخذت مفرداتهم منحىً تجديديًا.

من بين شُعراء مصطفى أيضًا مجموعة المُجددين في المفردة العامية ، الذين يكتبون النصوص الملحمية ، و هم بالضرورة أصحاب مشاريع في المفردة العامية من حيث المعالجة الإجتماعية والسياسية و الثقافية بها ، مثال الشّعراء الكبار ، القدال محمد طه القدال ، حميد محمد الحسن سالم حميد ، أزهري محمد علي ، محجوب شريف شاعر الشعب ، ثم إن هناك مجموعة أخرى، أصحاب مشاريع في التجديد الشعري ، مثال عاطف خيري ،الصادق الرضي ، عبدالقادر الكتيابي ، بعض هؤلاء لهم في تجديد المفردة العامية .

ثم أخيرًا و ليس آخرًا الشّعراء المسرحيين ، الذين تعاونوا مع مصطفى سيد احمد ، فنقلوا عمليته الغنائية نقلة عظيمة بعيدة ، في فُرادة المفردة و حداثة الخطاب الغنائي اذا جاز التعبير ، كان هؤلاء هم ، هاشم صديق ، خطاب حسن احمد ، قاسم ابوزيد ، عبدالعزيز العميري ، عمر الدوش ، جمال حسن سعيد ، خطاب حسن احمد ، محمد محي الدين و اخرين ، هناك الشعراء العرب المجددين الفيتوري و مظفر النواب و محمود درويش ، و نزار قباني. هذا كتابٌ ثّر و غنيٌّ و تأريخي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *