متاهة السّلطان

نوفمبر 23, 20240

متاهة السّلطان

 

يأخذنا كتاب المتاهة إلى سُلطان اللغة الشعرية ويلجُ بنا إلى الموضوعات المُختارة كقصيدٍ ،لنكتشف الترميز حيث اللغة موطن الهزّة الشعرية، التي تصدم وتباغت وتنعش وتجسّد الفاعلية الشعرية وفتنتها؛ والنص هنا لا يستمد قيمته من أنه اداة توصيلٍ للمعنى بل؛تكمن قيمته من حضوره الذاتي وشكله الحسي في ظل العلاقات الصوتية لـ كلماته و الصوت هنا ليس فقط رمزًا للمدلولات انما ايقاع للتشكيل والتشكّل:

لم يكن يَقْتَنِي لَوْناً ولا رَائِحَةً

ليَقْتَنِي لَوْناً ورَائِحَةً

لِيَلْبَسَ امرَأَةً

وَيَدْعُوهَا: وَطَنِي

أو مَاءَاً وحَنَانَاً

 

كان يَسْهُو كُلَّمَا صَادَفَتْهُ

ما تَوْهَّمَهَا الحَبِيبَةَ

عَنْ شَكْلِ بَيْتَهِ

ومَلامِحِ وَجْهِهِ المُنْتَقَاةِ من التَّعَبِ والسَّفَرْ

يخرج القارئ من متاهة ليدخل إلى متاهات أخرى ويغني:

ويُغُنِّي:

هكذا خَلَّفتنِي المُدُنْ ـ خَلْفَ

هذا الفَرَاغْ

هكذا نَسيتْنِي القُرَى

 

هكذا صِرْتُ هذا الفَرَاغْ

أَشْتَهِي لا وَطَنْ.

“متاهة السلطان” دعوة عشاء للمعرفة والشعر والحياة ،مترعٌ باللغة والصوت الجزل والموضوعات المُعالجة بحيوية ….

وهو لا يَكْتَفِي بِإعْتِنَاقِ الدِيَانَاتِ السِرِّيةِ

مِمَّا خَلَّفَتْهُ الشِّعِوبُ الأَكِيدَةُ والمُتوهَّمَةِ

في سِيَرِ الأَنْبِيَاءِ والصَّالِحينْ

والرِهانَاتِ الخَاسِرَةْ

 

يَخْطُو مُثْقَلًا بالرَّهَافَةِ والهَجْرِ

يَخْطُو حَثَيثًا على الرِّيحِ والجَمْرِ

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *