رواية مذكرات شاعر ميت – محمد خير عبدالله

نوفمبر 25, 20240

مذكرات شاعر ميت

محمد خير عبدالله

 

مرَّت ساعة على جثماني داخل القبر، ما يزال عقلي مكتملاً ولساني فصيحاً لأتحدث، فأصدق الأنباء تأتي من ميت، أصدق من أخبار المذياع، ومن أحاديث العشاق والعاشقات في المقاهي والحدائق، نعم العاشقات أكثر كذباً. في قبري لا نفاق اجتماعي ولا خوف من أحد، ولا رغبة في إقناع فتاة لتزور مخدعي كما كنت أفعل قبل مماتي، لن أنافق زوجتي وصهري اللعين، ولن أنافقكم أنتم، لقد دلقتُ كثيراً من النفاق على البنات، من أجل قبلة لا تُشبِعُ كُنْتُ مضطراً للنفاق. الغريب في الأمر أن الفتاة تعلم أني أنافقها، جميع الأحياء ينافقون، لكن الميتين لا ينافقون، لن أكون مضطراً لكتابة قصيدة مدح في صاحب المنتدى، ولن أتحرّج من مواجهة صهري بمخازيه، وأخبره بمكنونات صدري عنه، لن أقول له: أنت ديوث، رجل تافه وحقير، من أجل حفنة مال سقت ابنتك عروساً لي. ولن أخشى السلطة،

سأتكلم عن رئيسنا الذي كتبت فيه قصائد مديح، أنت لا تصلح أن تكون رئيساً – طز فيك وفي الذي يتبعك يا معتوه – استوليتَ على السلطة بانقلاب كما يفعل الخائنون، أين القسم الذي أدّيته للمحافظة على النظام السابق؟! وسأفتح مخازن صدري الممتلئة بذاءات وأنفثها في وجوهكم، سأُحدّثكم عن فتوحاتي في السرير.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *