سلام السودان

أبريل 10, 20250
هذا الكتاب
لطالما أثار مفهوم عُنف الدّولة الجدل وسط علماء الإجتماع والسّياسيين ما بين منظّرٍ له ومؤيد لتحكّم الدّولة فيه، وآخر يرى فيه انتهاكاً للحقوق؛ ويذهب إلى تثمين سياسات اللّا عنف ويرى أن الدّولة تقوم على الحق وليس العُنف. ويمثّل احتكار الدّولة للعُنف، من وجهة نظر المؤيدين له، أهم ركائز سيادتها وقدرتها على السّيطرة، طالما ظل هذا العُنف موجّهاً للحفاظ على أمنها واستقرارها. ويكتسب عُنف الدّولة مشروعيته من خلال الضّوابط التي تحكمه، أي من طابعه الجزائي المحكوم بتطبيق القانون والعدالة والإنصاف.
كل الدول بمختلف نُظمها الاجتماعية تعتمد على الجيوش النظامية باعتبارها إحدى مؤسساتها، والمُناط بها حماية الدّستور والحدود، وهي المسؤولة عن احتكار العنف إلى جانب أجهزة إنفاذ القانون العسكرية ذات المهام المدنية. يأتي هذا في سياق تبنّيها لرؤية أصحاب نظرية ضرورة احتكار الدّولة للعُنف، وعلى رأسهم عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر الذي يرى “أن العنف المادي هو الخاصية المميزة للدّولة وأساس قيامها، ولو وجِدت تجمعات بشرية لا تمارس العُنف لاختفى مفهوم الدّولة وسادت حالة الفوضى واللّا نظام”.
من الطبيعي أن تُطرح أسئلة مشروعة من أنصار الرؤية المقابِلة لها التي تقول بمشروعية الحق لا العنف، على شاكلة ما هي ضمانات عدم تحول عُنف الدّولة إلى عُنف غير مشروع؟ وأن يقود هذا العُنف غير المشروع إلى عُنفٍ مُضاد من أطرافٍ في المُجتمع؟ في هذا الكتاب نجد الإجابات على هذه الأسئلة وأسئلة أخرى حول الدّولة وصناعة المليشيات وقضايا الحرب والسّلام.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *