معالم التّطور الإجتماعي والسّياسي في السودان القديم والوسيط
أ/ محمد علي طه الملك
هذا الكتاب:
في تحليل إجتماعي وسياسي رصين يغوص بنا المؤلف إلى المرحلة الأولية لتطوّر الكيانات البشرية في السّودان ومنذ مرحلتها الأولية مروراً إلى محطات البدايات الحديثة لهذه الكيانات. حيث يضع مداخله النظرية حول نشأة المجتمع وسلطته ومراحل تطوره ليؤسس تحليلاته حول الكيانات البشرية الأولية ونُظمها في السودان القديم ، متناولاً جماعات سودان وادي النيل ونمط سلطتها ومن ثم الجماعات الأولية في السودان الشرقي والغربي والجنوبي.
ويتناول بالبحث والتحليل النُّظم السياسية التي نشأت آنذاك في سودان وادي النيل بمختلف أنظمتها من الملكية الثيوقراطية وهياكل الحكم ونُظم السلطة في العهد الكوشي ودور المؤسسة الكهنوتية وعلاقتها بالنظام السياسي. ثم الملامح الاجتماعية لجماعات العصر الوسيط وكذا ملامحها السياسية متناولاً مجتمعات المقرة وعلوة وأنظمتها.
وحين نصل إلى سودان النيل بعد المدّ العربي الإسلامي نرى نماذج مختلفة للحياة السياسية والاجتماعية ،حيث نرى ملامح مجتمع سنار والحلفاية وشندي وكذا ملامح الحياة الاجتماعية في الرّيف والبادية.
هذا الكتاب وثيقة مهمة لمعرفة الجماعات والكيانات البشرية التي قطنت السودان القديم اذْ يقدم المؤلف قراءة انثربولوجية وسوسيوسياسية واثنوغرافية لهذه الفترة مما يجعل هذا الكتاب من أهم الكتب التي اختطّت منهجاً مغايراً للكتابة التاريخية الكورنولوجية التي اهتمت بالتحقيب التاريخي فقط.
يحرّضنا هذا الكتاب لإعادة قراءة تاريخنا بنظرة فاحصة ويقدم لنا الارشادات لكيفية قراءة التاريخ وكتابته.