صُور مُختلفة – رؤية من الدّاخل.

مارس 15, 20250

 

في ظل التداعيات السياسية المتغيرة في جنوب السودان، تبقى الصورة هي المهمة الدائمة للمصور الإنساني المهتم – فهو يلتقط الصور للإبلاغ، لتعزيز الفهم وزيادة الوعي.
في معرضه انطباعات الذي تم افتتاحه ظُهر اليوم، يستسلم آدم إبراهيم لسحر الصورة، مؤمنًا بنقاءها لتقديم رؤى تتجاوز حدود المعلومات الاحصائية والمكتوبة. حيثُ تستنشق كاميرته الحالة الإنسانية عارية تمامًا. تصور صوره علاقة بين الناس ومحيطهم، وهي علاقة مادية بإمتياز؛ فهنا يندمج الوجود والبيئة في نوع من الدراما نادرًا ما يتعدى على العالم الذي تخدمه الثقافة الفوتوغرافية – في البيئات الاجتماعية التي تُرى فيها صور آدم إبراهيم وتُناقش.
في رواق المعرض هناك “اكتشاف اللامرئي” يعرض آدم إبراهيم فيه تغطيته للصمود والحرمان، سعيه إلى التضامن لا إلى الشفقة. صوره وإن كانت متطورة، إلا أنها تُؤطّر جوهر المسألة ببساطة ومباشرة – ويعتمد نجاحه على قدرته على التواصل، وعلى إيجاد شكل فوتوغرافي يُعبّر عن الصراعات الإنسانية الملحمية في عصرنا، تحاول عدسته الصامتة التركيز على صدع غير مرئي، صدع من طبيعة مختلفة تمامًا عن طبيعة (الأشياء التي تحدث): “لماذا خسرنا الشيء تلو الآخر، السلام، السعادة، والصحة؟.


في مهرجان “المنداري” السنوي يطوف آدم على حواف حضارتنا الخام بحثًا عن نموذج راسخ لأسلوب حياة بديل لا يزال قائمًا في المجتمع المعاصر. حيثُ يزخر توثيقه بالدلائل على بقاء تقاليد قبيلة “المنداري”، ويقول آدم في هذا الصدد “بأن هذه الصور من مشروع ضخم عن قبيلة المنداري حيثُ يقومون بمناقشة وحل مشاكلهم في هذا المهرجان السنوي، “سواء كانت قضايا تتعلق بالأرض، الرعي، أو الزراعة أو الزواج أو حتى تنصيب قادة وسلاطين”. أو من خلال توثيقه لهذا المهرجان وما تشمله من تنوع، يعزز هذا النوع من التصوير بشكل عام محاربة النمطية السلبية عن المشاكل التي تحل بشكل قبلي حيث يطرح تساؤلات جديدة حول الطبيعة الاجتماعية والسياسية للتصوير.

رواق “العودة من المرعى” يقدم فيه آدم إبراهيم قصص صمود الأسر الريفية، وتكيفهم في الواقع الاقتصادي الجديد، حيثُ ركّز على عرض جوانب الحياة اليومية للرعي، يقول آدم إبراهيم هنا “عند عودة الآباء والشباب من الرعي، مساء كل اليوم، يقوم الأطفال بحرق روث البقر حتى تطرد الحشرات عنها ويتمسحون بالرماد لحماية بشرتهم منها أيضا”. وهي أشياء مستوحاة من حكاياتٍ قديمة عن الأسلاف. لقاء ذلك يطمحون في حكاية ما قبل النوم، هناك داخل المراح الذي يضم عشرات الأبقار والماشية، حيث يتحلّقون حول آباءهم بعيون بريئة من أجل حكاية ما.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *