الإعلام الانتقالي – معضلات التحرر ومعركة التحرير

نوفمبر 25, 20240

هذا السفر العميق يأتي في صميم تفكيك deconstruction وإعادة تركيب reconstruction عقلنا الجمعي، وسيكون له دور طيب في الإسهام في بعث خطاب وأدوات الثورة من جديد. هذا إذا قرأه المُثقّفون بما يستحقه هذا العمل المختصر الكبير في آنٍ معاً.

الاختصار من أهم ميزات هذا الكتاب المُفيد، المُثري. ذلك أن فضاءنا الاتصالي المائج، الهائج، المغْرِق في الغث، لم يعد يسمح بقراءة متمعنة لنص طويل. ويزيد الإيقاع الإغراقي، السريع، الصاخب، الطين بلة.

هذا العمل الصغير في حجمه الكبير في مضامينه؛ يطرح أسئلة الثّورة الكبرى، لأنه يعالج أزمة الفضاء العام السّوداني من أهم الزوايا النّظرية، وهي نظرية الهيمنة كما طرحها قرامشي. التطبيق لمفاهيم هذه النظرية البديعة — الأثيرة عندي — أنزلت إلى مستويات عملية لا تقف عند حدود التنظير المتقعر المألوف عند بعض الكتاب.

هذه المعالجة تغوص، بل تجوس، في عمق أزمة العقل الجمعي السّوداني الذي أدت التواءاته للحرب المهلكة المدمرة التي تطحن الوطن اليوم.

هذا العقل الجمعي المُلتاث هو الذي أودى بنا للمهالك منذ ما قبل وما بعد العام ١٩٥٥! مات الملايين بسبب هذا العقل التدميري الدموي، بخاصة بعد أن سطى الهوس الديني على السلطة منذ، بل قبل، العام ١٩٨٩!

الدكتور حيدر بدوي صادق 

أستاذ دراسات الاتصال بجامعة أيوا

بالولايات المتحدة الأمريكية

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *