يظل الإنسان محباً لأهل بيته وأسرته وعشيرته ولقبيلته، ويظل ذاكراً فضلها له وجمال التنشئة الإجتماعية التي رفدته بها قيم ومعاني سامية يتخذها منهجاً لحياته، ويظل وفيّاً للقبيلة باعتبار أن لها دين مستحق عليه لا بد من سداده فكراً وأدباً وعلماً لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.
مؤلف الكتاب الأستاذ رمضان أوو، من نوابغ أبناء قبيلة الشلك تخرج من جامعة القاهرة وعمل فى عدة وظائف، لكنه مسكون بحب الكتابة التوثيقية، له عدة مقالات حول قضايا السلام والتنمية والتعايش السلمي، اختار هذا العنوان عن قصد وبدقة.
ملوك عبر القرون هى حقيقة ظهرت وسطعت فى الأرض التى اختارتها قبيلة الشلك مكاناً طاهراً لإنشاء مملكتهم فى القرن ألخامس عشر 1517م لدى بعض المؤرخين وظلت تنمو بهدوء وتتطور بثبات وسلام عبر إمتداد الزمن وتعاقب القرون، وتسلسل ملوكها على العرش بتقاليد ونظم راسخة وبهدؤ وسلام ووئام، فها هو المك كونق داك يجلس على عرش المملكة منذ العام 1992م حيث أن ترتيبه فى قائمة شرف ملوك القبيلة الرابع والثلاثون.
تعتبر قبيلة الشلك قبيلة ملوكية فى نظامها وعاداتها وتقاليدها، فقد تميزت عن سائر مجموعات اللوو منذ نشأتها على يد المؤسس والأب الروحى للقبيلة نيكانق وسار على هديه الملوك المتعاقبين، جعلت من أرض الشلك أرض سلام ومحبة وحاضنة للتسامح والتصالح، وبرز مجتمع الشلك مجتمعاً خلاقا وملهما للإبداع المجتمعى والجمال السكانى بارثهم الغنى بالثقافة.
يحفظ التاريخ إسهامات قبيلة الشلك فى المكون الديمغرافى فى السودان ويحفظ لأبنائها دورهم البارز فى النضال وتضحياتهم وكيف إنهم كان لهم نصيب فى الآداب والفكر والسياسة والفن، فهم أى قبيلة الشلك نجمة ضياء سرمد فى سماء العطاء السوادنى والجنوب سودانى، حقاً فهم كما يقال(الشلك أهل المُلك ).
السفير/ بشرى أحمد إدريس