طحلب أزرق

نوفمبر 23, 20240

طحلب أزرق

تخفّى الرقيب ماجد النوراني، يوميْن كامليْن بين الجثث الطافية على ماء النهر الهائج، وحين تأكد أنّ عناصر «حركة التحرير» انفضّوا عن المكان منتصرين خرج مُتخبّطًا من الماء الآسن الملوّث بالدماء وبقايا الأعضاء البشرية المبتورة وهو يشعر بنفسه ميتًا أكثر من الموتى المكدّسين من حوله. كانت الجثث متناثرةً على الطين وفوق فروع الأشجار وعلى سطح المستنقعات الطحلبية.

فانسحب من بينها جائعًا وظمآن حتّى ولج غابات أشجار العرديب والمانجو الضخمة، وهناك عثر على عددٍ آخر من الجثث لجنود يبدو أنّهم حاولوا الفرار أو أنّ قوّة الدانات دفعت بهم إلى داخل الغابة. عثر بين أشلاء الجثث المبعثرة على حافظة ماء وبقايا طعام. فشرب حتى ارتوى ثم استلقى بظهره على العشب الأخضر، وانتبه لأول مرّة إلى ضوء الشمس الباهر يُنير المكان رغم استمرار هطول الأمطار، فأغمض عينيه في محاولة لاستيعاب ما جرى، لكنّه قبل أن يستغرق جيّدًا في حبل أفكاره سمع صوت تأوّهات متقطّعة وضعيفة آتية من موضع قريب منه.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *