إنه كتابٌ في الجّوهر ؛ جوهر مستقبل السّودان في ظل الحُروبات المُتعددة وآخرها حرب الخامس عشر من أبريل العام 2023 .
إن اللحظة التي يتعرض فيها نظام ما فكري أم سياسي أو إجتماعي إلى عطب أو اعطال تنجم عنه اضطراب وظيفي في آلية اشتغاله بحيث لايعود في وسع دورته الطبيعية أن تعمل على النحو الذي استقر عليه أمرها في السابق؛ يدعى هذا الامر بالأزمة . ومن نافل القول أن مناحي الحياة في السودان شهدت أزمة خطيرة جداً متمثلة في الاستقبال الخاطئ للواقع فكان أن هُزم المثقف في فهم الوقائع . فاليومي هو الحقل المُنخرط فيه على حساب الاستراتيجي الذي يمثل الهيكل والبنية والحافز لما يظهر عليه اليومي ويتبدى في الفعل والسلوك. وبالتالي تعرض الاجتماع السياسي الى انسداد كامل وغاب التفكير الجاد في مشروع الدولة الوطنية والبناء الوطني مما أحدث شرخ وتفكك أمام أي قدرة لتشكيل الوجدان المشترك وبناء اللُّحمة الوطنية.لمجابهة التحديات التي مرت بها البلاد من الحروب الاهلية وانفصال جنوب السودان والابادة الجماعية وهما حدثان مهمان في تاريخ السودان الحديث والمعاصر.
في هذا الكتاب؛ يحاول مجموعة من الأكاديميين والباحثين والسّياسيين من جغرافياتٍ ودولٍ شتّى؛ بدءاً بالبروفيسور الكيني باتريك لوش اوتينو لومومبا ود. عبدالله الفكي البشير ، د. الواثق كمير ،د. بيتر ادوك نيابا ، د. فرانسيس دينق ، د. لام اكول . د. وجدي كامل و.د. عبدالله علي ابراهيم والأستاذ ياسر عرمان ود. عبدالله أحمد النعيم ود. لوكا بيونق وعدد آخر من الباحثين ، يحاولون عبر خطاطاتهم البحث في جوهر المسألة ،المُعضلات والقضايا والحلول.
هذا الكتاب نتاج تعاون بين دار الموسوعة الصغيرة للطباعة والنشر ومركز جنوب السودان للدراسات الاستراتيجية والسياسات كمساهمة لحل أشكلة عدم اليقين الذي عمل على تشويش وفهم المعضل السوداني.
النّاشر